حوار في النص والحياة

Admin

• 01-01-1970

نظمت اللجنة الثقافية مساء اليوم جلسة حوارية بعنوان: تجليات المسكوت عنه في النص والحياة وذلك بجناح وزارة الثقافة والرياضة والشباب ضمن الفعاليات المصاحبة لـمعرض مسقط الدولي للكتاب 2025 ، أدارت الجلسة الكاتبة العمانية هدى حمد واستضافت فيها الكاتبتين المصريتين الدكتورة رشا سمير ونور عبدالمجيد.

وقالت الكاتبة نور عبدالمجيد أن الروايات والأدب بشكل عام يضيء دائما المناطق غير المضاءة ويمرر المسكوت عنه إلى لعبة السرد، وما المسكوت عنه سوى ما نظن أنه قد يشوه صورتنا أو ملامحنا المتوَّهَمة في أعين الآخرين غير أن ما نظن أننا نخفيه يصبح أكثر وجودا وإلحاحاً على الخروج للضوء، فالحديث عنه هو أول الطريق للوصول إلى صورة الإنسان الذي نريده حقا وهو ليس علاجاً ولا بطولة بقدر ما هو بحث عن الذات ومحاولة لفهمها وتعبير عن هشاشة الكاتب الذاتية إزاء القضايا التي تمكنه عن التعبير عنها بصدق أشد.

وأضافت أن تعدد الشخصيات في رواياتها ليس مجرد شخصيات متخيلة بل تعبر عن شخصيات واقعية من لحم ودم بكل همومها وهواجسها وأمنياتها وأحلامها ترتبط بها الكاتبة وتتفاعل نفسيا مع مطباتها الحياتية والتقلبات النفسية التي تمر بها من فرح ووجع وخوف وأمل. كما قالت أن روايتها "أريد رجلا" ككل رواياتها سلطت الضوء على قضية تمس المرأة أو الإنسان بوجه عام، فالمرأة قادرة على الكتابة عن قضاياها بصورة أدق مع وجود بعض الاستثناءات التي استطاع من خلالها الكتاب من الجنس الآخر التعبير عن المرأة وأفكارها بعمق أكثر وهذا كله معتمد على الكاتب ودرجة وعيه بذاته الإنسانية وإحساسه العالي بالآخر.

وذكرت الكاتبة والدكتورة رشا سمير أن المسكوت عنه هو الرؤية والأهم والذي لا يمكن فهم الصورة بعمقها المطلوب دون التعرض له ومناقشته وتسليط الضوء عليه ومحاولة فهمه عبر تفكيكه ودراسة حيثياته وجوانبه. وأضافت أن الواقع هو أكبر المحرضات للكتابة والذي يبني عليه الكاتب فكرته وانفعاله ويتجاوز في كتابته مجرد الانفعال للدراسة والبحث والتقصي والتجربة .

وعبرت الكاتبتين عن رأيهما في تحويل العمل الأدبي إلى عمل مرئي أنه رغم رفض القارئ أحيانا لهذا التحول إذ يراه اقتحاما لمخيلته التي أسست لشخصيات العمل الأدبي المقروء صورة خاصة وإعادة رسمها عبر مخيلة أخرى تظهر كشخصية مرئية، غير أن هذا التحويل للعمل يعود بفائدة أكبر على رسالته أو كما عبرت عنه الكاتبة نور عبدالمجيد: "نعدد الأوجه في إيصال الرسالة هو في صالح الرسالة بحد ذاتها".