نظمت
جامعة السلطان قابوس في قاعة أحمد بن ماجد مساء اليوم جلسة حوارية ضمن فعالياتها
المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب 2025 بعنوان القرار القائم على البيانات في
الارتقاء بالتدخلات الارشادية والتوعية بين الواقع والمأمول في سلطنة عُمان ودول
الخليج شارك فيها متحدثون وهم الأستاذ سرحان الغنامي والأستاذ الدكتور سعيد الظفري
والدكتور سلطان اليحيائي والأستاذ إبراهيم الفرعي والأستاذ محفوظ المشرفي وأدارت
الحوار الدكتورة أمل الهدابية.
تحدث
الغنامي عن أثر استخدام القرار القائم على البيانات في وحدة تنفيذ ومتابعة رؤية
عُمان 2040 في صياغة الأهداف الوطنية ورفع مؤشر سلطنة عُمان في المؤشرات الدولية
إلى جانب ذكر بعض الأمثلة التطبيقية التي استندت على قواعد بيانات ورفعت من مؤشر
سلطنة عُمان عالميا كما في مؤشر البيئة العالمي ومؤشر (QS) المعني بتصنيف الجامعات، وأكد أن المؤشرات الدولية هي أساس تنافسية
الدول ولذلك تسعى سلطنة عُمان في إيجاد مؤشرات محلية بدلية عن بعض المؤشرات
الدولية عبر خطة تخزين البيانات وتجميعها.
وتطرقت
الشعيبية حول الإطار العملي في خدمات الارشاد والتوعية في وزارة التربية والتعليم
حيث كانت القرارات في الارشاد والتوجيه تستند على فرضيات واجتهادات شخصية بدون
تحليلها إلى بيانات فعلية واقعية بينما ساعدت البيانات في خلق واقع حقيقي يحدد
الاحتياج الفعلي ويحلل السلوكيات الموجودة لدى طلبة المدارس وتساعد في رفع الحلول
للإرشاد والتوعية من خلال رفع كفاءة المختصين في المدارس في التعامل مع المشكلات
النفسية والصحية والتعليمية.
من
جانبه أكد الظفري على أهمية البيانات في رفع كفاءة متخذ القرار في جودة الخدمات
الارشادية التي يتم تقديمها في البيئة المدرسية من خلال إعداد المختصين من قبل
المؤسسات المعنية بالتأهيل والتي تبني برامج مناسبة حسب البيانات والمؤشرات وعمل
برامج تدريبة مناسبة يكون لها أثر إيجابي في رفع كفاءة المختصين في الميدان
وبالتالي يكونوا قادرين على قراءة السلوكيات والتشخيص المبكر للحالات قبل تفاقمها،
واتخاذ قرارات مبنية على بيانات حقيقية.
وأشار
المشرفي على واقع استخدام القرار القائم على البيانات في المركز الوطني للإحصاء
والمعلومات وذكر بعض الأمثلة على استطلاعات نفذها المركز والتي أحدثت تأثيرا كبيرا
في عملية اتخاذ القرار كالإستطلاع الذي نُفذ خلال جائحة كوفيد-19 وقابلية أخذ
اللقاحات واستطلاع حول تفضيلات سكن المواطن العُماني وهي بيانات تخدم صنع القرارات
وتحقق أهداف رؤية عُمان 2040.
أما
عن استخدام البيانات في اتخاذ القرار على مستوى دول الخليج العربي فتحدث الفرعي عن
المركز الإحصائي الخليجي وأهدافه التي تصب في إيجاد تكتل اجتماعي واقتصادي ودعم
العمل الخليجي المشترك، ويعتبر قطاع التعليم أحد أهم أهداف المشاريع ذات الأولية
في المركز ويتم تنفيذها ومتابعتها مع المراكز الوطنية الرسمية للإحصاء والمعلومات
في دول الخليج.
وتحدث
اليحيائي عن أبرز المكونات والاحتياجات التقنية المطلوبة في القطاع الارشادي
والتوعوي ويرى بأن الجهد الكبير يقع على عاتق تجميع البيانات أكثر من مسألة اتخاذ
القرار، وتعتمد على عملية تبدأ من تحديد ماهية البيانات المراد جمعها ثم عملية
تخزينها وخصوصيتها وحساسيتها وتنفيذ الخوارزميات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التي
تطبق على البيانات، ومن أجل بناء منظومة البيانات لابد من إعادة تأهيل العنصر
البشري.