نظم مركز العوتبي
للدراسات الثقافية والتراثية بجامعة صحار صباح اليوم جلسة حوارية بعنوان الهوية
التراثية العمانية في المنجز البحثي الجامعي وذلك بقاعة الفراهيدي ضمن الفعاليات
المصاحبة لـ معرض مسقط الدولي للكتاب 2025
استضاف فيها البروفيسور
نضال الشمالي كلا من الدكتور علي المانعي والدكتورة هاجر حراثي والدكتورة دولا
القاضي الذين أجروا دراساتهم البحثية في مجالات ثقافية مختلفة تنوعت بين اللغة
والحكايات والأساطير الشعبية والعطور والتعطر وما يرتبط بكل مجال منها من طقوس
وممارسات تعبر عن إحدى وجوه الثقافة المتعددة وتشكل الإرث الثقافي في سلطنة عمان
عامة وفي شمال الباطنة على وجه أخص.
تحدثت في بداية الجلسة
الدكتورة دولا القاضي عن بحثها الذي استهدف اللغة الكمزاية وهي إحدى اللغات التي
لا زالت موجودة في محافظة مسندم وما يهدد هذه اللغة من تحديات قد تؤول بها إلى
الاندثار وما يتبع ذلك من اندثار أوجه ثقافية وموروثات شفهية ومحكية متصلة بها،
الأمر الذي شكّل دافعا نحو الدراسة والبحث لتوثيق هذه اللغة مستعينة بالمنهج
العلمي لذلك. وقد استمرت الدراسة ضمن منهجية متسلسلة ما يقارب ثلاث سنوات عمدت
فيها إلى إشراك مجموعة من الطلبة الكمزاريين لتدريبهم على المنهج العلمي للدراسات
بالإضافة إلى الاستعانة بهم لارتباطهم بهذه اللغة وثقافتها، حيث استطاعت مع الفريق
توثيق مفردات ومعاني ووضعها في معجم مستقل.
استعرضت بعد ذلك
الدكتورة هاجر حراثي عن دراستها في العطر والتعطّر موضحة أن تنوع البيئات والقبائل
ذات الإرث المختلف في شمال الباطنة ساهم في تكوين إرث ثقافي واسع مرتبط بالعطر
بصفته الجمالية والعلاجية. آلاف المكونات النباتية والصخرية والحيوانية جعلت من
تعدد الخلطات والأسماء واسع النطاق وأفرزت أسماء كثيرة يمكن اعتبارها معجماً
لأسماء العطور وصفتها وهيئتها في عملية التعطر، فكل مكون من هذه المكونات مرتبط
بشكل معين بممارسة أو طقس أو هيئة اجتماعية جعلت من وصفها بالرسائل الاجتماعية في
المجتمع أمرا بديهيا، فبعض الروائح وتكرارها في فترة زمنية معينة داخل منزل ما قد
تعني مناسبة اجتماعية محددة مثل العرس أو العزاء أو صلاة الجمعة وغيرها من
الممارسات والطقوس الاجتماعية التي اتصلت بشكل وثيق بالرائحة.
كما تحدث بعدها الدكتور
علي المانعي عن دراسته في بحث الحكايات الشعبية والأساطير في شمال الباطنة
وارتباطها في تشكيل مكان بهيئته المادية، وقد استخدم فيها المنهج الاستقرائي ثم
المنهج التحليلي لعدد أربعة عشر موقعا أثريا موزعة على مختلف ولايات المحافظة.
اعتمد في هذه الدراسة على مبدأ الاجماع لتوثيق الحكايات المرتبطة بهذه الأماكن
وعرض مثالا على هذه المواقع وهو قلعة صحار وسورها الممتد والمتضمن عددا من أبراج
المراقبة. وأضاف أن هذه الأساطير والحكايات المرتبطة بها ساهمت في وضع تصور متكامل
لتحديثها وتطويرها سياحيا تم الانتهاء منه قبل بضعة أشهر.