نظم صالون فاطمة العلياني مساء اليوم بجناح وزارة الثقافة والرياضة والشباب جلسة حوارية بعنوان: النقد الغائب في الانفجار السردي وذلك ضمن الفعاليات المصاحبة لـ #معرض_مسقط_الدولي_للكتاب بنسخته الـ28، استضافت فيه الدكتورة فوزية الفهدية الناقد الكويتي ومدير دار الفراشة فهد الهندال.
دار الحديث فيها عن الزيادة الملحوظة في الانتاج السردي سواء بشكله القصصي أو الروائي في السنوات الأخيرة، فقد شهد السوق الثقافي ضخاً كبيرا لهذه الانتاجات السردية بغض النظر عن إمكانية تصنيفها ضمن إحدى الفنون السردية، حيث أثرت ثورة الاتصالات والإنترنت على طريقة تناقل المحتوى الثقافي وساهمت في زيادة الرغبة لدى الكثير ليقوموا بنشر سردياتهم الخاصة سواء عبر المنصات الإلكترونية أو ورقياً في أحيان أخرى بعيداً عن ماهية هذه السرديات وابتعادها عن التركيب الأدبي لأي قالب من الفنون السردية.
هذا ما أثار أهمية مواكبة النقاد لهذا الانفجار السردي والمسؤولية والعوامل التي أدت إلى ما يسمى بالانكفاء النقدي، حيث أنه لا بد من تعزيز هذه الحركة النقدية في ظل التزايد الكمي في الانتاج دون قيمة فنية حقيقية تضيفها هذه الأعمال للانتاج الثقافي، الأمر الذي يجعلنا نطرح أهمية وجود مناهج علمية نقدية ضمن المناهج الدراسية في الجامعات والمدارس كحد سواء يتم من خلالها بناء العقل الناقد لديهم.
وأضاف أنه من الأهمية بمكان وجود مساحات نقدية تضم جميع الأصوات بما فيها تلك المهمشة وأصوات القراء الناقدين الذين يمنحنون النص رؤىً مختلفة حسب تباين ديناميكية التواصل بين كل قارئ وآخر مع النص. كما أنه بات لزاماً على أي كاتب أن يقرأ في المدارس السردية المختلفة ويواكب آخر ما توصلت إليه ليستطيع تجديد أدواته وتطوير مهاراته والقيام بعملية النقد الذاتي ليمنح مشروعه السردي نضجاً ويصبح أكثر ديناميكية وإبداعاً.
وقال الناقد فهد الهندال أنه من الأهمية أن يتم منح جناحي الانتاج الثقافي التوازن والاعتدال بحيث لا يطغى البعد التجاري على القيمة الثقافية والفنية للعمل، وأن يتم تعزيز التفاعل بين الكتّاب والنقاد وتشجيع النقد الجماعي عبر تفعيله في منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك تأسيس مختبرات للسرد تساهم في تطوير مهارات الكتّاب ونقد النص وإيجاد قارئ مقاوم يتحدى السائد ويملك جرأة المناقشة وتفكيك الأيديولوجيات الكامنة في النص من خلال الحفر المعرفي الموجود لديه، وإعادة تشكيل السرديات والتحليل الذاتي، ومقاومته للشكل الاحتفائي للكتب القائم على الشللات الثقافية التي تسوق المشهد باتجاه محدد، وضرورة التفاعل الجماهيري في عملية النقد، كما أشار إلى أهمية النقد الأكاديمي وأهمية أن يتجاوز المكاتب والدراسات الأكاديمية ليصل إلى شريحة أوسع من القراء عبر نشره في المجلات الثقافية أو الجرائد في أعمدة مستقلة. كما قال بأن في عملية النقد هذه يتم التعويل على المؤسسات المدنية أكثر من غيرها لأنها غير خاضعة للتراتبية المؤسسية الأمر الذي يمكّنها من أن تعيد للمشهد الثقافي وجوده وحيويته.
تسجيل دخول
للتسجيل
Choose Your Demo
Full width
Boxed
LTR Version
RTL Version
You will find much more options for colors and styling in admin panel. This color picker is used only for demonstation purposes.