Loading

الأخبار

مجلة نزوى.. قصة ثقافية عمرها ثلاثون عاما وما زالت
Admin
  • 01-01-1970

احتفاء بمرور ثلاثين عاما على انشائها حطت مجلة نزوى العمانية رحالها في رحاب #معرض_مسقط_الدولي_للكتاب في دورته الـ 28، لتروي عن مجلة ثقافية ولدت من الطموح وكبرت رغم التحديات ووصلت حتى مع بُعد المسافات.. المجلة التي جاءت لتواكب الحركة التعليمية والثقافية في سلطنة عُمان من ظهور الصحف والمجلات، وظهور جيل من الكتاب والمبدعين والباحثين مما أخرجته الثقافة الحديثة وكانت لهم نتاجاتهم في الصحافة العربية، فكانت هناك حاجة لاستيعاب هذه الأصوات الجديدة في مجلة ثقافية نوعية عما سبقها من تجارب محلية وعربية بوصفها صوتا ثقافيا من عُمان.
وشاركت مجلة نزوى قراءها ومتابعيها والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي في معرض الكتاب في نسخته الـ 28 بندوة تحت عنوان (قراءات في الخطاب الثقافي لمجلة نزوى ) تضمنت جلسات حوارية متنوعة ، كما تم تدشين طابع بريدي بذات الاحتفال.
ومنذ أن تأسست مجلة نزوى بموافقة سامية من المغفور له طيب الله ثراه جلالة السلطان قابوس بن سعيد عام 1993م ، حظيت بحضور عربي وعالمي لافت منذ صدور العدد الأول في العام 1994، وقد انعكس ذلك على العديد من المناشط التي سلطت الضوء على تجربتها بوصفها مشروعا ثقافيا تنويريا ، ومن ذلك الاحتفاء بالعدد المئوي في ندوة مخصصة ضمن معرض باريس الدولي للكتاب عام 2019 ، وكذلك الاحتفاء في شبكة المصنعة في ندوة بعنوان (نزوى في المشهد الثقافي ) عام 2013 ، وكذلك الاحتفاء في مقهى هوملاند في مسقط .
وعبر مشوارها في الثلاثين عاما قامت مجلة نزوى بأدوار مهمة في التعريف بالثقافة العمانية من خلال أبواب المجلة، فقد عُرفت المجلة بالإرث الفكري والثقافي والأدبي في عُمان من خلال مواضيع تتعلق بالآثار والمعمار، والتراث البحري العماني ، والتراث العماني المخطوط ، وقد نشرت المجلة عبر أعدادها من 1 إلى 117 لمجموعة كبيرة من المبدعين العمانيين في مجال الشعر والنصوص ، وفتحت أبوابها أمام الباحثين العمانيين والتفتت إلى الكتاب العربي الذي تناول الإبداع العماني بمختلف مفرداته وزواياه .
كما أسهمت نزوى في التعريف بالعديد من الملفات والمحاور التي تلقي الضوء على عُمان أدبا وثقافة وفكرا ومكانا وانسانا، ولم تغفل المجلة عن ابداع العمانيين في مجال الفنون والتصوير الضوئي ، حيث حملت أغلفة المجلة إسهامات كثيرة للفنانين العمانيين ، وضمت جنبات المجلة كذلك صورة وأعمالا فنية عمانية عكست التطور الحاصل في مجال الفنون في عمان كما خصصت اعداد نوعية للكتابة والإبداع في سلطنة عُمان .
في كل ذلك تتبنى نزوى فكرة الجدل الذي يخدم الفكر والثقافة ويفتح باب الحوار والأسئلة من خلال مساجلات فكرية قامت بين كتًاب المجلة، وعكست مناخا علميا يتفاعل الأفكار مع الكتابات المنشورة بها.
وفي أبعاد الجغرافيا الثقافية قدمت مجلة نزوى أكثر من 6400 مادة كتبها ما يزيد على 2700 مؤلف في أبواب المجلة المختلفة التي عكست اتجاهات وتيارات وافكار متنوعة بما يحقق التعددية الثقافية التي تبنتها المجلة ، كما عكست الانفتاح الإنساني من خلال تمثيل هذه المواد لحوالي 100 دولة ينتمي اليها الكتًاب المساهمون في اعداد المجلة .
مجلة نزوى الذي يأخذ اسمها نصيبه من مدينة عمانية عريقة، هو العتبة الأولى التي تقع عليها عين القارئ المدينة ذات الحضور المهم في الذاكرة العمانية والثقافية والمعرفية والسياسية، واختيار اسم نزوى للمجلة جاء ضمن مقترحات لأسماء لأماكن عمانية، ذات دلالات ثقافية مجردة أو رمزية.
أما شعارها الحروفي الذي يحمل اسم المجلة ويتصدر اغلفتها، صممه الفنان العراقي ضياء العزاوي، أصالة عُمانية بلمسة فنية تجسدت في أحد الخطوط الحديثة، حيث الانتماء يتناغم مع التجديد والتحديث في الأفكار والإبداع في كتلة واحدة.
الشاعر سيف الرحبي الذي ارتبط اسمه بالمجلة كمؤسس لها له تجربةٌ بالغة الأهمية في الشعر العربي ، اكتسب شهرة في الوطن العربي عبر مجموعاته الشعرية وأعماله الأدبية الأخرى منذ سبعينيات القرن الماضي ، استطاع بلورة فكرة المجلة حتى ظهورها للنور في عام 1994 ، واستمر في إدارة مشروع المجلة بنجاح لمدة 30 عاما .
وقد سعت مجلة نزوى عبر مسيرتها إلى الانفتاح على الأجيال الشابة سواء في عُمان أو خارجها، ففي العدد 84 أكتوبر 2015م نشرت نزوى ملفا عنوانه "ما يكتبه الجيل الثالث من شباب المهجر العربي" يكشف عن ارتباطهم بقضايا الوطن وعذابات الاغتراب والحنين " حيث نُشرت نصوص لثلاثة من الشباب العربي المهاجر، والتفتت المجلة إلى الجيل العماني الجديد من كتًاب القصة القصيرة ، ففي العدد 93 يناير 2015م قدمت المجلة 14 نصا لأربعة عشر شابا وشابة
واستطاعت مجلة نزوى أن تشكل قيمة ثقافية مضافة، رسًخت أهمية انعكاس التطور التاريخي للمجتمع واتساع آفاقه الفكرية، الأمر الذي دعا إلى تأسيس مجلة ثقافية متخصصة في مجالات الثقافة وحاضنة للمثقف العماني والعربي، وقادرة على نشر فكره وانتاجه ومنفتحة على ثقافات العالم، وجاذبية للمفكرين والعشراء والكتًاب والمؤرخين وغيرهم، منتشرة في آفاق معرفية واسعة..
وأصبحت المجلة اليوم إحدى أهم المجلات الثقافية في المنطقة العربية، فهي مرجع مهم من مراجع المعرفة والثقافة، ويعتد بها على المستوى الثقافي والعلمي، ولهذا فإن الاحتفال بمرور ثلاثين عاما من عمرها الحافل بالعطاء والفكر والمعرفة، سيكون رمزا لما قدمته للعالم خلال مسيرتها الثقافية، وما يمكن أن تقدمه في مستقبل تطورها وعوالم انفتاحها المعرفي.

Choose Your Demo
You will find much more options for colors and styling in admin panel. This color picker is used only for demonstation purposes.
Purchase now